التهاب السحايا
هو عبارة عن التهاب الأغشية والسائل الدماغي الشوكي المحيط بالدماغ والحبل
الشوكي؛ ويعرف بالحمى الشوكية, وغالباً يكون نتيجة للإصابة بالعدوى, التورم
المصاحب لالتهاب السحايا يحفز ظهور الأعراض المميزة له, والتي منها الصداع وارتفاع
درجة الحرارة وتصلب العنق, وينتج المرض عادة من الاصابة بعدوى فيروسية؛ لكن قد
يكون السبب نتيجة للإصابة بالبكتيريا أو الفطريات أيضاً, وتختلف شدة المرض على حسب
المسبب؛ فقد يزول المرض خلال أسبوعين دون الحاجة إلى تدخل طبي أو قد يكون خطيراً
جداً, وإذا وجد أيا من أعرض المرض عند أي شخص فيفضل المسارعة إلى الطبيب, فكلما
كان التشخيص والعلاج في وقت أبكر كان الحد من المضاعفات أفضل ، ان مرض التهاب
السحايا (Meningococcal ) هو اعتلال خطير, تسببه بكتيريا وهو سبب رئيسي لالتهاب السحايا
البكتيري بين الأطفال في الأعمار من 2 إلى 18سنة في الولايات المتحدة .والتهاب
السحايا عبارة عن عدوى بالسوائل التي تحيط الدماغ والحبل الشوكي , ومرض التهاب
السحايا يسبب كذلك عدوى في الدم , يصاب ما يقارب 2,600 شخصاً بالتهاب السحايا كل
عام في الولايات المتحدة. نسبة 10 إلى 15% من هؤلاء الأشخاص يموتون, بالرغم من
العلاج بالمضادات الحيوية ومن بين من يعيشون, 11 إلى 19% منهم يفقدون أذرعهم أو
أرجلهم, أو يصابون بالصم, أو يعانون من مشكلات في جهازهم العصبي, أو يصبحون
متخلفين عقلياً, ويعانون من نوبات أو سكتات دماغية, يمكن لأي شخص الإصابة بالتهاب السحايا .لكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال
الرضع الذين يقل أعمارهم عن سنة واحدة والأشخاص الذين لديهم حالات طبية معينة, مثل فقدان الطحال.( دائرة الصحية
والخدمات البشرية,2006) .
الأعراض السريرية
اشارت العديد من الدراسات إلى أن اعراض التهاب السحايا في الأطفال حديثي الولادة هي تسارع ضربات القلب (Tachycardia) إلى اكثر 160 دقيقة او تباطؤ ضربات القلب (Bradycardia) اقل من 100 / دقيقة، واعراض تنفسية مثل الشخير، انقباضات تنفسية، تسارع التنفس (Tachypnea) إذ يكون اكثر من 60 مرة دقيقة أو انقطاع التنفس لاكثر من 20 ثانية، فضلا عن اعراض الجهاز العصبي المركزي تتمثل بالبكاء الشديد أو البكاء بصوت عال، انتفاخ اليافوخ وحدوث تشنجات، فضلا عن اعراض اخرى وهي الكسل، قلة القدرة على الرضاعة، عدم وجود حركات تلقائية، ارتفاع درجة الحرارة اكثر من 38°م أو انخفاض درجات الحرارة، ازرقاق وانتفاخ البطن وصداع شديد وتقيؤ ونوبات مع فقدان الوعي وتخشب الرقبة
حدوث التهاب السحايا
التهاب السحايا عند الأطفال يمكن أن يكون إما نتيجة التهاب الفيروسي أو
بكتيري. ومن المهم جدا معرفة سبب المرض بكتيريا كان أم فيروسيا لأنه يؤثر على حدة
المرض وكذلك العلاج. وعادة ما تكون العدوى الفيروسية أقل حدة من البكتيرية ولا
تحتاج إلى معاملة خاصة, بينما التهاب السحايا البكتيري يمكن أن يكون له عواقب
ضارة. هناك أكثر من50 نوعا من البكتيريا التي يمكن أن تسبب التهاب السحايا.
والأنواع الأكثر شيوعا هي:
بكتيريا المكورات السحائية(Neisseria
Meningitides): تسبب هذا النوع من البكتيريا الالتهاب السحائي الوبائي
وهو أكثر أنواع الالتهاب شيوعا وهو النوع الوحيد الذي يمكن أن يتسبب في إحداث
وباء. وتوجد هذه البكتيريا في البلعوم الأنفي كأحد الميكروبات الطبيعي الموجودة في
الجسم الإنسان بنسبة تصل 40 في المائة. وينتقل من إنسان إلى أخر بواسطة اللعاب
والإفرازات الأخرى للجهاز التنفسي والتقبيل. ويبدا المرض بأعراض عامة مثل الإرهاق,
حمى, صداع, تصلب الرقبة, غيبوبة.
المستديمة النزلية: هي أحد الأسباب
الرئيسية لالتهاب السحايا البكتيري لدى الأطفال, وهو أكثر أنواع التهاب السحايا
عند الأطفال الذين تقل أعمارهم عن5 سنوات في كثير من البلدان, ونتيجة لتوافر
التطعيم المناسب لهذه البكتيريا أصبحت نسبة الإصابة أقل بكثير خاصة في الدول المتحضرة.
(شريف, 2009)
عوامل الخطر
تشمل عوامل خطر الإصابة بالتهاب السحايا ما يلي:
- تفويت تلقِّي اللقاحات. يزداد خطر
الإصابة إذا لم تكمل جدول اللقاحات المُوصى به في مرحلة الطفولة أو البلوغ.
- العمر. تحدُث معظم حالات التهاب
السحايا الفيروسي في الأطفال الأصغر من سن 5 سنوات. يشيع التهاب السحايا البكتيري
في الذين تقل أعمارهم عن 20 سنة.
- العيش في بيئة مجتمعية. يُعد طلاب
الجامعات الذين يعيشون في المساكن الجامعية، والعاملون في القواعد العسكرية،
والأطفال في المدارس الداخلية ومرافق رعاية الأطفال أكثر عرضة للإصابة بالتهاب
السحايا بالمكورات السحائية. قد يرجع ذلك إلى انتشار الجرثومة عن طريق التنفس ثم
انتشارها سريعًا بين التجمعات الكبيرة.
- الحمل. يزيد الحمل من خطر الإصابة
بمرض اللستيريات — عدوى تسبِّبها بكتيريا الليستيريا، والتي قد تسبِّب أيضًا
التهاب السحايا. ويزيد مرض الليستريات من خطر الإجهاض، وولادة جنين ميت، والولادة
المبكرة.
- ضعف الجهاز المناعي. مما يجعلك أكثر
عرضة للإصابة بالتهاب السحايا مرض الإيدز، وإدمان المشروبات الكحولية، وداء
السُّكَّري، واستخدام الأدوية الكابتة للمناعة، وغير ذلك من العوامل التي تؤثر على
جهازك المناعي. يزيد استئصال طحالك من خطر الإصابة كذلك، وينبغي أن يتلقى الأشخاص
الذين خضعوا لاستئصال الطحال لقاحات للحَد من هذا الخطر.
المضاعفات
قد تكون مضاعفات التهاب السحايا شديدة. وكلما طالت مدة إصابتك أنتِ أو
طفلكِ بالمرض دون علاج، زاد خطر نوبات الصّرَع والتلف العصبي الدائم، بما في ذلك:
- فقدان السمع
- صعوبة التذكر
- صعوبات التعلُّم
- تلف الدماغ
- مشاكل في المشي
- النوبات الـمَرَضية
- الفشل الكلوي
- الصَّدمَة
- الوفاة
الوقاية
البكتيريا الشائعة أو الفيروسات التي يمكنها التسبب في التهاب السحايا
يمكنها أن تنتشر عبر الكحة والعطس والتقبيل أو مشاركة أواني الطعام وفرشاة الأسنان
أو السجائر. ويمكن لهذه الخطوات المساعدة على منع التهاب السحايا:
- غسل اليدين. غسل اليدين
بعناية يساعد على منع انتشار الجراثيم. علم الأطفال غسل يديهم باستمرار خاصة قبل
الأكل وبعد استخدام الحمام وقضاء وقت في مكان عام مزدحم أو التربيت على الحيوانات.
أرهم كيف يغسلون أيديهم ويشطفونها بشدة وكلية.
- ممارسة عادات صحية جيدة. لا تتشارك
المشروبات والأطعمة والشفاطات وأواني الطعام ومرطبات الشفاه أو فرش الأسنان مع أي
شخص آخر. علم الأطفال والمراهقين تجنب مشاركة هذه الأغراض أيضًا.
- البقاء صحيحًا. حافظ على جهازك
المناعي عن طريق الحصول على قسط كاف من الراحة والتمرين بانتظام وتناول الطعام
الصحي مع الكثير من الفواكه الطازجة والخضروات والحبوب الكاملة.
- تغطية الفم. عندما تحتاج إلى
السعال أو العطس تأكد من تغطية فمك وأنفك.
- توخي الحذر مع الطعام. قلل من خطر مرض
الليستريات عن طريق طهو اللحم، بما في ذلك الهوت دوج ولحم الخاصرة لدرجة حرارة 165
فهرنهايت (74 مئوية). تجنب الجبن المصنوع من اللبن غير المعقم. اختر الجبن المكتوب
عليها صراحة أنها مصنوعة من اللبن المعقم.
التطعيمات
يمكن الوقاية من بعض أنواع التهاب السحايا البكتيرية باللقاحات التالية:
لقاح عدوى النزلة النزفية من النوع (ب). توصي منظمة الصحة العالمية (WHO) ومراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) بتطعيم الأطفال بهذا اللقاح
من عمر شهرين. ويُوصى باللقاح لبعض البالغين، مثل المصابين بمرض الخلايا المنجلية
أو بالإيدز ومنزوعي الطحال.
لقاح المكورات الرئوية المتقارنة (PCV13). ويُعَد هذا اللقاح أيضًا جزءًا من جدول التطعيمات
الدورية الذي توصي به منظمة الصحة العالمية (WHO)ومركز مكافحة الأمراض(CDC) والوقاية
منها للأطفال الأصغر من عامين. ويُوصى بجرعات إضافية للأطفال الذين تتراوح أعمارهم
بين عامين وخمسة أعوام، والمعرضين لمخاطر عالية للإصابة بمرض المكورات الرئوية،
مثل الأطفال المصابين بأمراض مزمنة أو سرطانات بالقلب أو الرئة.
لقاح المكورات الرئوية متعددة السكريد (PPSV23). وقد يحصل على هذا اللقاح الأطفال الأكبر سنًّا
والبالغون المحتاجون إلى الوقاية من بكتريا المكورات الرئوية. تُوصِي مراكز مكافحة
الأمراض والوقاية منها بلقاح المكورات الرئوية متعددة السكريد (PPSV23) لكل
البالغين ممن تجاوزوا 65 عامًا، وللبالغين الأقل عمرًا والأطفال بعمر عامين أو
أكثر من المصابين بضعف في الجهاز المناعي، أو بمرض مزمن مثل أمراض القلب، أو
السكري، أو أنيميا الخلايا المنجلية، ولمن استأصلوا الطحال.
لقاح المكورات السحائية المتقارنة. تُوصِي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها(CDC) بإعطاء جرعة لقاح واحدة
للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 11 و12 عامًا، ثم حقنة تحفيزية عند بلوغ 16
عامًا. إذا أُعطي اللقاح لأول مرة ما بين 13 و15 عامًا، فيُوصى بالجرعة المعززة ما
بين 16 و18 عامًا. أما إذا أُعطيت الجرعة الأولى عند بلوغه 16 عامًا، فلا حاجةَ
إلى جرعة معززة.
المصادر
- أجتماع مجموعة الخبراء الاستشارية, (2006), الاستراتجية بشان التمنيع (SAGE), جنيف.
- شريف, إيمان حسين, (2009), التهاب السحايا في الأطفال, مجلة الشرق الأوسط, العدد11121
Comments
Post a Comment