تعريف علم الكيمياء
علم الكيمياء Chemistry
هو العلم الذي يبحث في دراسة المواد من حيث تركيبها و خواصها
وتفاعلاتها مع بعضها لإنتاج مواد جديدة.
منذ القدم و الانسان يحاول فهم التغيرات التي تطرأ على
ما يحيط به ولكن ذلك الفهم كان يشوبه النقص والغموض فبدت الكيمياء القديمه وكأنها
ضرب من ضروب السحر و الشعوذة لأكثر من ألفي عام حتى اتضح أن الظواهر الكيماوية
تخضع لقوانين معينة مثل قانون بقاء المادة و قانون بقاء الطاقة. تلك القوانين حولت
علم الكيمياء من علم وصفي إلى علم قياسي يعتمد على القياس الدقيق وبذلك تحول علم
الكيمياء إلى صف العلوم و فتح الطريق أمام التقدم الحقيقي.
في عصرنا الحاضر أصبح علم الكيمياء من أهم العلوم التي
تعتمد عليها العلوم الأخرى فعلى سبيل المثال علم الطب يعتمد اعتماداً كبيراً على
الدواء الذي يتكون من المواد الكيميائية. كما أن معظم الصناعات الحديثة تعتمد على
علم الكيمياء والمواد الكيميائية وما من شك في أهمية الكيمياء في حياتنا فكل إنتاج
لمواد كيميائية جديدة قد يجعل الحياة أكثر أمنا و أكثر يسرا.
ولا يخفى على أحد الصراع العنيف المستمر على مصادر
الطاقة و التنافس الشديد بين الدول العظمى لإنتاج مصادر جديدة للطاقة القوية و
النظيفة و الآمنة.
أصل كلمة كيمياء
يرى البعض أن أصل كلمة كيمياء عربي قد اشتق من كمي أو
يكمي بمعنى يخفي و يشير ذلك لما لف علم الكيمياء من غموض و سرية على مدى قرون
طويلة. وقد سمى المسلمون علم الكيمياء قديما بمسميات متعددة مثل علم الصنعة وعلم
التدبير وعلم الحجر أو علم الميزان. لقد تأثر علم الكيمياء عند المسلمين بعلوم
اليونان و السريان التي اعتمدت على الفرضيات و لجأت إلى الرؤيا الوجدانية في تعليل
الظواهر و الخوارق في التفسير وارتبط بالسحر وكان الهدف من ذلك العلم قديما تحقيق
غايتين الأولى تحويل المعادن الخسيسة كما كانت تسمى كالحديد و النحاس و الرصاص
والقصدير إلى معادن نفيسة كالذهب و الفضة و ذلك من خلال التوصل إلى حجر الفلاسفة
وأما الغاية الثانية فقد كانت تحضير إكسير الحياة الذي يحقق الخلود و يقضي على
الآلام. لذلك ارتبط علم الكيمياء قديما بالسحر حتى أن علماء أوروبا في العصور
الوسطى كانوا يؤكدون على أن علم الكيمياء جزء من علم السحر.
ما هي الكيمياء؟
الكيمياء هي علم الكيماويات أي المواد الكيميائية وهذا
يعني أنها علم كل شىء حولنا كالأرض و الجبال والهواء و الماء والنبات و المنازل و
السيارات و الغذاء و الوقود و الملابس حتى أجسامنا لو تأملناها قليلا لوجدناها
تتكون من مواد كيميائية.
حاول أن تنظر إلى نفسك لتكتشف عدد المواد الكيميائية في
شعرك وجلدك في دمك و لحمك في كل خلية من خلايا جسمك في غذائك في ملابسك في مقعدك
في ورق كتابك في ألوان طلاء منزلك أنظر إلى أقلامك و ملعقتك إلى الذهب والنحاس و
الحديد إلى المصابيح إلى مواد التنظيف.
ويبرز دور و أهمية الكيمياء في حياتنا مع ازدياد كمية
المنتجات الكيميائية و تنوعها. فقد أصبح الإنسان في حاجة إلى تعلم أساس اختيار
سلعة ما عن أخرى فبعض أنواع الطلاء آمنه بينما الأخرى مسرطنة ، من هنا أدرك الإنسان
أن معرفته بالمواد الكيميائية ستساعده في التعامل بأمان و فاعلية مع مستلزمات يومه
و حياته.
أهمية علم الكيمياء
- تساعد على فهم واستيعاب ما يحيط بنا من المواد.
- تعتبر أحد مكونات نشاطات الكائنات الحية جميعها.
- تساعد الإنسان على استغلال ما يحيط به من مواد خام، وكيفية تحويلها إلى مواد ذات فائدة.
- تساهم في إنتاج الأسمدة الكيميائية.
- تعتبر سبباً في إيجاد الألياف الصناعية.
- تدخل في المجالات الصناعية كالألبسة والمنسوجات.
- تمنح الإنسان القدرة على تجنّب المواد ذات الخطورة العالية والتي تهدّد حياته.
- تلعب دوراً أساسياً في تحقيق الرقي والرفاهية للإنسان.
دور العرب و المسلمين في نشأة و تطور الكيمياء
أما العرب المسلمون فإن أول صلاتهم بالكيمياء كان عن
طريق خالد بن يزيد بن معاوية (حكيم آل مروان) وقد وصف بأنه أعلم قريش بفنون العلم.
كما نقل أن جعفر الصادق (ت 148
هـ /765م) كان على دراية
بهذا العلم بل قيل أن جابر بن حيان (ت200
هـ /815م) مؤسس علم
الكيمياء التجريبي تعلم الكيمياء على يديه.
1.
جابر بن حيان :
-
هو أول من استخلص
معلوماته الكيميائية من خلال التجارب و الاستقراء و الاستنتاج العلمي، فقد قام
بإجراء الكثير من العمليات المخبرية مثل التبخر و التكليس و التقطير والتبلر
والتصعيد والترشيح و الصهر و التكثيف والإذابة وكذلك استخدم الكثير من الوسائل
العلمية في أعماله لتحضير عدد كبير من المواد الكيميائيه مثل ماء الذهب و حامض
النيتريك و ملح النشادر و النشادر. ومن أهم اكتشافاته نترات الفضة و الصودا و
كربونات البوتاسيوم و الزرنيخ و حامض الكبريتيك.
-
كما أنه أول من حضر حمض الكبريت بواسطة التقطير من الشب و هو أول من
اكتشف الصودا الكاوية وهو أول من استخرج نترات الفضة و قد سماها حجر جهنم .
-
في الكوفة ظهرت أكبر المختبرات الكيميائية في حينه حيث كانت تحضر
الأحماض و تصنع الأجهزة المخبرية و تجرب النظريات و تجرى عمليات كيميائية مثل
التقطير و التبخير و الصهر.
-
و من أشهر مؤلفات
جابر بن حيان في علم الكيمياء كتاب "السموم و دفع مضارها" و كتاب
"الخواص" كما أن له الكثير من الرسائل في الكيمياء و قد ترجمت معظم كتبه
إلى اللاتينية في القرن الثاني عشر الميلادي مما ساعد على تكوين قاعدة علمية قامت
عليها نهضة الكيمياء الحديثة.
2.
الكندي: ثم جاء
يعقوب بن اسحق الكندي (ت260
هـ /873م) الذي عارض بشدة
مزاعم تحويل المعادن الخسيسة إلى نفيسة، و ألف عدة رسائل في الكيمياء و في أنواع
العطور و حضر أنواعا من الحديد الفولاذ بأسلوب المزج و الصهر و غير ذلك مما يستخدم
في صناعة السيوف.
3.
الرازي: أبو
بكر محمد بن زكريا الرازي (ت311هـ/923م) الذي كانت له إسهامات بارزة في علم الكيمياء و ابتعد
عن الغموض و الإيهام و صنف ما يزيد على 220 مصنفا في الكيمياء و الطب و من أشهر مؤلفاته
الكيميائية "سر الأسرار" و هو من أوائل من طبقوا معلوماتهم الكيميائية
في ميدان الطب و المعالجة ، و كان أول من أدخل الزئبق في المراهم.
4.
المجريطى: ظهر
المجريطى (ت950 هـ/1007) الذي تأثر بالعالم الجليل ابن حيان و طور
علم الكيمياء و صنف فيه كتاب "رتبة الحكماء" الذي يعتبر من أهم مصادر
الكيمياء حتى نهاية القرن السادس عشر و له أيضا كتاب "غاية الحكيم في
الكيمياء".
ومما يدل على أثر المسلمين في هذا العلم وجود الكثير من
المصطلحات العلمية والتي هي من أصل عربي ما زالت تستعمل حتى الآن كما هو موضح في
الجدول التالي
الإكسير |
Elexir |
الإنبيق |
Alembic |
المملغم |
Amalgam |
النيلة |
Anilin |
النطرون |
Natron |
الكيمياء |
Chemistry |
البورق |
Borax |
الصودا |
Soda |
الكافور |
Camphor |
السيمياء |
Alchemy |
القلويات |
Alkali |
القلي |
Kalium |
الكحول |
Alcohol |
الزعفران |
Safron |
الطلق |
Talc |
ومن أهم الاختراعات العربية في علم الكيمياء التي كانت
ذات فائدة كبيرة في الصناعة ملح البارود و
صناعة الورق من القطن و الكتان و تعد صناعة الورق من أهم الاختراعات الحضارية في
تاريخ البشرية.
يعتبر أبو موسى جعفر الكوفي و ابن سينا من مشاهير علم
الكيمياء وقد برع ابن سينا في علم تحضير العقاقير الطبية ومن هنا نرى دور العرب و
المسلمين على تأسيس و تطوير علم الكيمياء.
المصادر
1. الدكتور/ محمد إسماعيل علي
(2018-01-01). الدليل في الكيمياء : الكيمياء العامة - ماهيتها- عناصرها. محمد إبراهيم
العبسي. مؤرشف من الأصل في 17 ديسمبر 2019.
2. تاريخ العلوم والتكنولوجيا، في العصور
القديمة والوسطى ومكانة الحضارة الإسلامية فيه، د. مصطفى محمود سليمان، ص229 - 231،
الطبعة الثانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2008.
3. محمد بن أحمد (أبو عبد الله الخوارزمي)
387 هـ، مفاتيح العلوم، إدارة الطباعة المنيرية، القاهرة.
4. عبد الحميد زايد (1966) مصر الخالدة،
مقدمة في تاريخ مصر الفرعونية منذ أقدم العصور حتى 332 ق.م، دار النهضة العربية، القاهرة.
5. تاريخ العلوم والتكنولوجيا، في العصور
القديمة والوسطى ومكانة الحضارة الإسلامية فيه، د. مصطفى محمود سليمان، ص229، الطبعة
الثانية، الهيئة المصرية العامة للكتاب، 2008.
6. طارق اسماعيل كاخيا. سحر الكيمياء.
7. Carsten Reinhardt. Chemical Sciences in the 20th
Century: Bridging Boundaries. Wiley-VCH, 2001. ISBN 3-527-30271-9. pp. 1–2.
8. Brown, Theodore L.; LeMay, Jr., H. Eugene; Bursten, Bruce E.; Murphey, Catherine J.; Woodward, Patrick M.; Stoltzfus, Matthew W.; Lufaso, Michael W. (2018). "Introduction: Matter, energy, and measurement". Chemistry: The Central Science (14th ed.). New York: Pearson. pp. 46–85. ISBN 9780134414232.
Comments
Post a Comment