تحليل البول Urinalysis
يوعز الطبيب أحيانا إلى المريض بإجراء تحليل للبول
عندما يشكو المريض من مشاكل في الجهاز البولي كحرقة البول أو تكراره أو حدوث مفص
في البطن. كما يوعز للمريض بإجراء تحليل روتيني للبول في حالة عديد من الأمراض
كالسكري واليرقان وحصى الكلية والتهابات المجاري البولية وخلافه.
يشمل تحليل البول فحصا بصريا للبول من حيث اللون ودرجة
الصفاء أو التعكر وقياس الوزن النوعي، ودرجة الأس الهيدروجيني وفحص مجهري الوجود
خلايا الدم الحمراء والبيضاء، ووجود البكتيريا والبلورات والخلايا الطلائية وأي
مواد غريبة، كما يشمل الفحص تحليلا كيميائيا لجميع مكونات البول التي أشرنا لها
سابقا بالإضافة إلى فحص لأنزيم أميليز الذي تشير زيادته إلى التهاب البنكرياس،
وإلى التحري عن الأجسام الكيتونية التي تشير زيادتها إلى السكري، وإلى بعض
الهرمونات الستيرويدية، وإلى يوروبيلينوجين urobilinogen
الذي يزداد في حالات فقر الدم والتهاب الكبد الفيروسي من نوع A،
كما يمكن أن يشمل الفحص حجم البول ورائحته التي تشبه رائحة أسيتون في حالة مرض
السكري.
مدرات البول Diuretics
هي مركبات تسبب زيادة في إنتاج البول. تعمل معظم مدرات
البول على منع إعادة امتصاص صوديوم (وبالتالي منع إعادة امتصاص كلور أو بيكربونات
السالبي الشحنة) من الراشح. يصاحب ذلك منع إعادة الامتصاص الإجبارية للماء، الأمر
الذي يؤدي لخروج صوديوم وأيونات سالبة والماء بكميات كبيرة على هيئة بول. إن أي
مادة تمنع إعادة امتصاص صوديوم أو أي أيون آخر (وحتى منع إعادة امتصاص مواد أخرى
كجلوكوز) ترفع الضغط الأسموزي للراشح مما يسبب منع إعادة امتصاص الماء ولذا فهي
تعمل كمدر أسموزي للبول osmotic diuretic. هكذا فإن كل من
بولينا وجلوكوز ومانيتول تعمل كمدرات أسموزية للبول. كذلك فإن مدرات البول وبسبب
منعها لإعادة امتصاص صوديوم ثم الماء لاحقا، تعتبر مضادا فيزيولوجيا لعمل مانع
إدرار البول.
تستخدم مدرات البول عادة لمعالجة الأمراض التي تتميز
بحدوث احتباس في إخراج صوديوم والماء، فاحتباس إخراج صوديوم والماء يؤدي إلى زيادة
حجم السائل خارج الخلايا ويسبب الاستسقاء ويرفع ضغط الدم وربما يؤدي إلى فشل القلب
الاحتقاني. لهذا فإن مدرات البول تستخدم في علاج فشل القلب الاحتقاني الذي يؤدي
انخفاض الناتج القلبي المصاحب له وانخفاض ضغط الدم إلى تنشيط آليات منع إخراج
صوديوم والماء. كما تستخدم مدرات البول العلاج ارتفاع ضغط الدم، ولا يزال غير
معروف على وجه الدقة السبب الذي يؤدي فيه استخدام مدرات البول وما يصاحب ذلك من
إخراج الصوديوم إلى حدوث انبساط الأوعية الدموية ومن ثم انخفاض ضغط الدم، ولكننا
أشرنا في الفصل السابع عشر إلى دور محتمل لصوديوم في إحداث ارتفاع في ضغط الدم.
توجد عدة أصناف من مدرات البول :
1.
ثيازایدات Thiazides
: تعمل على الأنيبيبة البعيدة فتثبط الناقل Nat / Cl
الموجود في الغشاء التجويفي ولذا فهي تمنع إعادة امتصاص صوديوم وكلور ومثالها
كلوروثايازايد ® Diuril.
2.
مثبطات أنزيم مميء
حامض كربونيك Carbonic anhydrase inhibitor
: تعمل على الأنيبيبة القريبة فتشط إفراز "H
إلى الراشح مما يقلل من إعادة امتصاص صوديوم وبيكربونات ومثالها أسيتازولامايد
واسمه التجاري ®D iamox وغالبا ما يستخدم المعالجة مرض جلوكوما.
3.
مدرات البول
العاملة على التواء هنلي : Loop diuretics تعمل على الجزء
الصاعد من التواء هنلي فتثبط الناقل Nar / K / 2Cl
في الغشاء التجويفي ومثالها فيروز أمايد واسمه التجاري ® Lasix.
والأنواع الثلاثة السابقة من مدرات البول تمنع كذلك إعادة امتصاص بوتاسيوم، ولهذا
فإن نقصا في بوتاسيوم الدم يحدث كنتيجة ثانوية لعمل مدرات البول هذه
4.
مدرات البول
الحافظة لبوتاسيوم K - sparing diuretics
: هذه المركبات إما أن تغلق قنوات صوديوم في الأغشية التجويفية للقناة الجامعة
القشرية فتمنع إعادة امتصاص صوديوم، أو أنها تثبط عمل ألدوستيرون على القناة
الجامعة القشرية فتمنع إعادة امتصاص صوديوم هناك وتسبب إدرار البول، ومثالها
أميلورايد واسمه التجاري * Midamor، وسبايرونولاکتون واسمه
التجاري Aldactone
5.
مدرات البول
الأسموزية Osmotic diuretics : وتعمل لسحب
الماء نحو الأنيبيبات دون فقد صوديوم وتستخدم عند ارتفاع الضغط داخل الجمجمة وعند
الفشل الكلوي الحاد نتيجة الصدمة ومثالها آیسوسوربيد
واسمه التجاري ® Ismotic.
تجدر الإشارة إلى أن كافين الموجود في القهوة والشاي
وبعض المرطبات يعد مدرة للبول لأنه يسبب توسعا في الأوعية الدموية الكلوية وبذا
فهو يزيد معدل الترشيح الكبيبي، كما أن الكحول يدر البول نظرا لأنه يثبط تحرر مانع
إدرار البول.
حصى الكلية Renal
Calculus
تحت ظروف معينة، يمكن أن تتبلور أملاح كالسيوم
ومغنيسيوم وحامض بوليك لتأخذ شكلا غير ذائب يترسب في حويض الكلية فيشكل حصى
الكلية. يتكون حصى الكلية كيميائيا من بلورات أو أكسالات كالسيوم ومغنسيوم، وحامض
بوليك وفوسفات كالسيوم، وأكثر الأشكال شيوعا هو أكسالات كالسيوم. وقد أمكن عزل
بروتين كربوهيدراتي من البول يدعى مثبط نمو البلورات glycoprotein
crystal - growth inhibitor يمنع تكون الحصى، فإذا كان الشخص غير قادر
على تكوين هذا العامل فإن بلورات من أكسالات كالسيوم يمكن أن تتكون.
تشجع الظروف الآتية تكون حصى الكلية: زيادة تناول
الأملاح المعدنية في الطعام، نقص كمية الماء، عدوى المجاري البولية المتكررة،
البول الفائق القلوية أو الحموضة، احتباس البول، كما تتكون بزيادة نشاط الغدد جارات
الدرقية.
يتكون حصى الكلية في الحويض عادة وقد يؤدي لانسداد فتحة
الحالب مما يحبس البول في الكلية الأمر الذي يسبب ألما شديدا، وقد يصاحب الألم
وجود دم في البول وخلايا دم بيضاء. وحيث أن معظم حصى الكلية صغير لا يتجاوز قطره 5
ملم فإنه يمكن أن يمر في الحالب غير أن مروره هذا يصاحبه ألم شديد أيضا نتيجة لشد
عضلات الحالب على الحصى المدبب الحواف أثناء مروره. وبينما يمكن أزالة حصى الكلية
جراحيا فإن الطرق الأكثر حداثة والتي طبقت سريريا منذ 1980 تتضمن استخدام الأمواج
فوق الصوتية بتقنية تدعى حك الحجارة lithotripsy، لتفتيت الحصى
إلى أجزاء صغيرة يمكنها أن تعبر المجاري البولية بيسر حيث تخرج مع البول.
الكلوة الاصطناعية (الديلزة الدموية) Artificial Kidney (Hemodialysis)
تستخدم الكلوة الاصطناعية أو تقنية الديلزة الدموية
للمرضى المصابين بفشل كلوي مزمن وذلك للتخلص من المخلفات الضارة في الدم كبولينا
والأملاح الزائدة .
يمثل الشكل ( 20 - 24 ) جهاز الكلوة الاصطناعية وفيه
يؤخذ دم المريض من الشريان الكعبري radial artery. ويضخ خلال
أنبوب مكون من غشاء يشبه السيلوفان مغمور في سائل ملحي متوازن. يمكن لبولينا
وأملاح بوتاسيوم الزائدة أن تعبر من الدم نحو السائل الملحي وليس العكس، كما يمكن
أن يضاف للدم بعض المواد المعدلة للحموضة عبر غشاء السيلوفان، كما يسحب الماء
الزائد من الدم باستخدام فرق الضغط عبر الغشاء. تحفظ درجة حرارة الدم ثابتة
باستخدام منظم للحرارة كما تضاف بعض موانع التخثر إلى الدم لمنع تخثره أثناء
الديلزة، وبعد تنقية الدم يعاد إلى أحد الأوردة السطحية في الذراع. وحيث أن انتشار
المواد يتم عبر الغشاء ببطء لذا فإن الديلزة تستغرق من 84 ساعات كما أنها تجرى
حوالي ثلاث مرات أسبوعيا. وعلى الرغم من أن الديلزة عملية فعالة وهي الحل الأمثل
بغياب حل زراعة الكلية، غير أنها باهظة التكاليف كما أن بها مخاطر صحية تتمثل
بالعدوى والتخثر والنزيف
وضعف السيطرة على ارتفاع ضغط الدم وقد يصاحبها فقر دم
كما أنها لا تتيح النمو والتطور الطبيعي في الأطفال.
يمكن إجراء الديلزة بشكل أقل كفاءة بطريقة الديلزة
البريتونية peritoneal dialysis حيث يحقن
المحلول الملحي المتوازن خلال جدار البطن إلى التجويف المساريقي ويتاح له عدة
ساعات يحدث خلالها انتشار المواد الضارة والأملاح الزائدة من الأوعية إلى المحلول
ثم يسحب المحلول ثانية ويستبدل بكمية أخرى جديدة من المحلول وتكرر العملية عدة مرات
في اليوم.
الشكل 20-24: جهاز الكلوة الاصطناعية.
الفصل العشرين:
·
التشريح الوظيفي للجهاز
البولي
·
الكلية
·
التغذية الدموية والعصبية
للكلية
·
الوحدات
الكلوية ( الكليونات)
·
إعادة امتصاص الأحماض
الأمينية
·
تنظيم
حركة الأيونات في أجزاء الكليون
·
تركيز
البول ونظرية التيارات المتعاكسة
·
السيطرة
الهرمونية على عمل الكلية
·
الحالبان
·
التغيرات المصاحبة لتقدم
العمر في الجهاز البولي
·
الكلوة الاصطناعية ( الديلزة
الدموية) .
المصادر
- التشريح الوظيفي وعلم وظائف الأعضاء ، الدكتور شتيوي العبدالله (2012) ، دار المسيرة عمان – الأردن.
- Prosser, C. Ladd (1991). Comparative Animal Physiology, Environmental and Metabolic Animal Physiology (4th ed.). Hoboken, NJ: Wiley-Liss. pp. 1–12. ISBN 978-0-471-85767-9.
- Hall, John (2011). Guyton and Hall textbook of medical physiology (12th ed.). Philadelphia, Pa.: Saunders/Elsevier. p. 3. ISBN 978-1-4160-4574-8.
- Widmaier, Eric P.; Raff, Hershel; Strang, Kevin T. (2016). Vander's Human Physiology Mechanisms of Body Function. New York, NY: McGraw-Hill Education. pp. 14–15. ISBN 978-1-259-29409-9.
- R. M. Brain. The Pulse of Modernism: Physiological Aesthetics in Fin-de-Siècle Europe. Seattle: University of Washington Press, 2015. 384 pp., [1].
- Rampling, M. W. (2016). "The history of the theory of the circulation of the blood". Clinical Hemorheology and Microcirculation. 64 (4): 541–549. doi:10.3233/CH-168031. ISSN 1875-8622. PMID 27791994. S2CID 3304540.
- Bernard, Claude (1865). An Introduction to the Study of Ex- perimental Medicine. New York: Dover Publications (published 1957).
- Bernard, Claude (1878). Lectures on the Phenomena of Life Common to Animals and Plants. Springfield: Thomas (published 1974).
- Brown Theodore M.; Fee Elizabeth (October 2002). "Walter Bradford Cannon: Pioneer Physiologist of Human Emotions". American Journal of Public Health. 92 (10): 1594–1595. doi:10.2105/ajph.92.10.1594. PMC 1447286.
- Heilbron, J. L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science, Oxford University Press, p. 649, link.
- Feder, ME; Bennett, AF; WW, Burggren; Huey, RB (1987). New directions in ecological physiology. New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-34938-3.
- Garland, Jr, Theodore; Carter, P. A. (1994). "Evolutionary physiology" (PDF). Annual Review of Physiology. 56 (1): 579–621. doi:10.1146/annurev.ph.56.030194.003051. PMID 8010752.
Comments
Post a Comment