وظائف
الجلد
أ.الوقاية Protection:
يعمل الجلد كحاجز فيزيائي آلي Physical or
mechanical barrier، فخلاياه الطلائية المتراصة لا تسمح بدخول
الجراثيم، كما أن خلاياه الميتة على السطح لا تتأثر بالمواد الكيميائية ولا تسمح
لها بالمرور نحو الداخل. من جانب آخر فإن الدهون الكربوهيدراتية الموجودة بين
خلايا هذه الطبقة تقلل نفاذ الماء من الجلد إلى حد كبير كما وتساهم حبيبات كيراتين
في منع نفاذ الماء من الطبقات الداخلية. ومع ذلك فإنه يجدر بنا الإشارة إلى أن بعض
المواد لا تزال قادرة على المرور عبر البشرة، ومن هذه المواد: المذيبات العضوية
ومذيبات الدهون والمواد الذائبة بالدهون مثل أكسجين وثاني أكسيد الكربون
والفيتامينات الذائبة بالدهون والستيرويدات وبعض سموم النباتات وأملاح المعادن
الثقيلة كالرصاص والزئبق والنيكل.
كما يشكل الجلد حاجزا كيميائية chemical barrier
بوجود إفرازات الجلد وبوجود ميلانين. لقد أشرنا سابقا إلى أن حموضة الجلد تتراوح
بين 4 - 6 بسبب إفرازات العرق وإفرازات الغدد الدهنية، وهذه الحموضة كافية لقتل
كثير من الجراثيم في الجلد، كما أن أنزيم لايسوزايم قاتل للبكتيريا. تقوم صبغة
ميلانين بالوقاية من الأشعة فوق البنفسجية كما تقوم بعض أنزيمات الخلايا المتقرنة
بتحويل بعض المواد المسرطنة إلى مواد غير مسرطنة.
ويشكل الجلد حاجزا بيولوجيا biological
barrier فخلايا لانجرهانز والخلايا الملتهمة الكبيرة تشكل عناصر هذا
الحاجز البيولوجي، إذ يقوم كل من هذين النوعين من الخلايا بالتهام الجراثيم
الواصلة إلى الجلد ثم إشهارها وتقديمها للخلايا الليمفية التي تشن عليها هجوما
مناعيا.
ب.الإحساس Sensation:
يحتوي الجلد على العديد من المستقبلات الحسية الخارجية exteroceptors
التي تستجيب للمنبهات التي تنشأ خارج الجسم، فهناك جسيمات میسنر وأقراص
ميركل الخاصة باللمس الخفيف وجسيمات باسيني Pacinian
الخاصة بالضغط العميق ومستقبلات الشعر أو ضفائر جذر الشعرة التي تتحرى اللمس
الخفيف وتحريك الريح للشعر، ونهايات روفينيRuffini end bulb القادرة على
الاستجابة للشد ومستقبلات الحرارة والبرودة بالإضافة إلى نهايات عصبية حرة تشكل
مستقبلات للألم.
ج. الإخراج Excretion:
يخرج الجلد كميات قليلة من الفضلات النتروجينية مثل
أمونيا وبولينا وحامض بوليك عن طريق الغدد العرقية، كما يخرج كميات قليلة من ثاني
أكسيد الكربون وكلوريد الصوديوم وبعض الماء وبعض مخلفات الأغذية والأدوية.
د.وظائف أيضية وهرمونية Hormonal and Metabolic Functions
لقد أشرنا سابقا إلى أن البشرة تحول مشتقات كوليسترول
إلى شكل غير نشط من فيتامين D وذلك بفعل أشعة
الشمس. ينتقل هذا الشكل غير النشط عبر شعيرات الدم في الأدمة إلى الكبد والكلية
حيث يجري تحويله إلى الشكل النشط لفيتامين D وهو 1،25 dihydroxychalciferol.
بالإضافة لهذه الوظيفة الهرمونية فإن للجلد وظائف أيضية تتمثل في: 1) تحول بعض
أنزيمات الخلايا المتقرنة بعض المواد المسرطنة التي يتعرض لها الجلد إلى مواد آمنة
وبعض المواد الآمنة إلى مواد مسرطنة، 2) تحول الخلايا المتقرنة بعض الستيرويدات
الهرمونية التي تصل إلى الجلد على هيئة مراهم وأدوية مثل كورتيزون إلى هیدروکورتیزون ذي
فعالية قوية، كمضاد للالتهاب، 3) يصنع الجلد كثيرا من البروتينات والانزيمات مثل محلل
كولاجين collagenase الذي يساهم في تحويل كولاجين.
ه.المناعة Immunity:
لقد أشرنا لهذه الوظيفة سابقا حيث أن الجلد يشكل حاجزة
بيولوجية ضد مسببات المرض.
و.تنظيم
درجة الحرارة Temperature
Regulation: يشكل الجلد خط الدفاع الأول عن الجسم ضد التغيرات في
حرارة الوسط المحيط، ويجب أن نشير هنا بأن استجابات الجلد للتغيرات في حرارة الوسط
المحيط هي جزء من منظومة متكاملة من الاستجابات التي تؤدي بمجموعها إلى ثبات درجة
حرارة الجسم.
فعندما تكون درجة حرارة الجو المحيط أقل من درجة حرارة
الجسم بشكل ملحوظ (أثناء أيام الشتاء الباردة مثلا) فإن الأوعية الدموية في الأدمة
تنقبض ويقل تدفق الدم إلى الجلد بشكل واضح وتنخفض درجة حرارة الجلد لتصبح مقاربة
لتلك في الوسط المحيط وبهذا ينخفض الفرق في درجة الحرارة بين الجسم والمحيط ويقل
فقد الجسم للحرارة فيحافظ الجسم بذلك على درجة حرارته الداخلية ثابتة لحد ما. أما
عندما تكون درجة حرارة الوسط المحيط مقاربة الدرجة حرارة الجسم (أي بحدود 31 - 32
°س) أو مساوية لها (36 . 5 °س) أو أعلى منها فإن الأوعية الدموية في الأدمة تتسع
فيتدفق إليها دم أكثر (قد يصل حجم الدم في الجلد حوالي 5 % من حجم الدم الكلي) مما
يرفع درجة حرارة الجلد. هذا الأمرله نتيجتان: الأولى أن يفقد الجلد كمية كبيرة من
الحرارة بالإشعاع والثانية أن تنبه الغدد العرقية لتفرز كميات من العرق تتزايد
تبعا لارتفاع درجة حرارة الوسط المحيط. إن تبخر ماء العرق من على سطح الجسم يسبب
فقدان الجسم للحرارة مما يؤدي إلى خفض درجة حرارته لتبقى ضمن الحدود المقبولة.
تتراوح كمية الماء التي يفقدها الجسم يوميا على هيئة عرق من سطح الجلد بین 100 مللتر
إلى 500 مللتر، ولكن هذه الكمية يمكن أن تزداد بشكل هائل أثناء التمرين الشديد في أيام
مرتفعة الحرارة بحيث يمكن أن تصل إلى حوالي 12 لترا يوميا درر وسوف نولي موضوع تنظيم
درجة حرارة الجسم الكثير من التفصيل في الفصل الخامس والعشرين.
بعض
اضطرابات الجلد Skin
Disorders
هناك العديد من الاضطرابات قليلة الأهمية التي تحدث في
الجلد مثل البهاق والبرص والصدفية وحب الشباب والتهاب الجلد والإصابات بالديدان
الأسطوانية، لكن أخطر أمراض الجلد تتمثل في سرطان الجلد skin cancer،
الذي عرضنا له بإيجاز فيما سبق، والحروق burns. تعتبر الحروق
خطرا على الحياة للأسباب الآتية:
1) ينتج عنها نقص خطير في سوائل الجسم وبالتالي في
المواد الإلكترولاتية والبروتينات، وذلك لأن الجلد يمنع فقد الماء عادة. ولأجل
تقدير قيمة السائل الذي يمكن أن يفقد من الجسم عن طريق الحرق فقد جرى تقدير مساحة
الجزء المحروق من الجلد بنظام قاعدة التسعات rule of nines
حيث يشكل الجلد في الرأس والعنق 9 %، كل طرف أمامي 9 %، السطح الأمامي لكل طرف
خلفي 9 %، والسطح الخلفي لكل طرفخلفي 9 %، الظهر 18 %، البطن 18 % والأعضاء
التناسلية 1 %.
2) يؤدي النقص الخطير في سوائل الجسم إلى صدمة دورانية
وإلى إخفاق الكلية.
3) يؤدي نقص البروتينات الخطير إلى حاجة الجسم إلى
الكثير من البروتينات والغذاء الضروري لتجديد الخلايا والالتئام.
4) يؤدي احتراق الجلد إلى تكاثر البكتيريا والفطريات
وانتشار العدوى التي تصبح الخطر الأول على الحياة. لهذا فإن معالجة الحروق يجب أن
تأخذ بعين الاعتبار هذه الأمور كما يجب الأخذ بعين الاعتبار أن جهاز المناعة لا
يعود قادرا على العمل في المناطق المحروقة.
الفصل الرابع والعشرين:
·
البشرة
المصادر
- التشريح الوظيفي وعلم وظائف الأعضاء ، الدكتور شتيوي العبدالله (2012) ، دار المسيرة عمان – الأردن.
- Prosser, C. Ladd (1991). Comparative Animal Physiology, Environmental and Metabolic Animal Physiology (4th ed.). Hoboken, NJ: Wiley-Liss. pp. 1–12. ISBN 978-0-471-85767-9.
- Hall, John (2011). Guyton and Hall textbook of medical physiology (12th ed.). Philadelphia, Pa.: Saunders/Elsevier. p. 3. ISBN 978-1-4160-4574-8.
- Widmaier, Eric P.; Raff, Hershel; Strang, Kevin T. (2016). Vander's Human Physiology Mechanisms of Body Function. New York, NY: McGraw-Hill Education. pp. 14–15. ISBN 978-1-259-29409-9.
- R. M. Brain. The Pulse of Modernism: Physiological Aesthetics in Fin-de-Siècle Europe. Seattle: University of Washington Press, 2015. 384 pp., [1].
- Rampling, M. W. (2016). "The history of the theory of the circulation of the blood". Clinical Hemorheology and Microcirculation. 64 (4): 541–549. doi:10.3233/CH-168031. ISSN 1875-8622. PMID 27791994. S2CID 3304540.
- Bernard, Claude (1865). An Introduction to the Study of Ex- perimental Medicine. New York: Dover Publications (published 1957).
- Bernard, Claude (1878). Lectures on the Phenomena of Life Common to Animals and Plants. Springfield: Thomas (published 1974).
- Brown Theodore M.; Fee Elizabeth (October 2002). "Walter Bradford Cannon: Pioneer Physiologist of Human Emotions". American Journal of Public Health. 92 (10): 1594–1595. doi:10.2105/ajph.92.10.1594. PMC 1447286.
- Heilbron, J. L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science, Oxford University Press, p. 649, link.
- Feder, ME; Bennett, AF; WW, Burggren; Huey, RB (1987). New directions in ecological physiology. New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-34938-3.
- Garland, Jr, Theodore; Carter, P. A. (1994). "Evolutionary physiology" (PDF). Annual Review of Physiology. 56 (1): 579–621. doi:10.1146/annurev.ph.56.030194.003051. PMID 8010752.
Comments
Post a Comment