مراجعة شاملة لتركيب ووظائف أجزاء القناة
الهضمية
Overview of Structures and
Functions of Digestive system
تتركب القناة الهضمية من الأجزاء الآتية (شكل 19 -2 ):
الفم The Mouth
يعد تناول الطعام الوظيفة الأولى للفم، غير أن هناك
وظائف أخرى تقوم بها التراكيب الأخرى المساندة الموجودة في الفم كاللسان والأسنان
والغدد اللعابية وبراعم التذوق.
يبطن الفم نسيج طلائي طبقي حرشفي وذلك لكي يتمكن من
مقاومة التآكل الناتج عن احتكاك المواد الغذائية المارة به، وتغطى اللثة وسقف
الحلق الصلب واللسان بنسيج طبقي حرشفي متقرن بعض الشيء لكي يحمي هذه التراكيب من
التعرية أثناء تناول الطعام.
الشكل 19 - 2: مكونات الجهاز الهضمي في الإنسان.
يحيط بالفم من الأمام شفتان (شكل 19 - 3) لهما دور صغير
في تناول الطعام ودورهما أكبر في الحفاظ عليه داخل الفم أثناء المضغ ومن الجانبين
يحيط بالفم باطنا الخد العضليان ومن الأسفل يوجد اللسان العضلي أما الجانب العلوي
من الفم فيتشكل من سقف حلق صلب hard palate أمامي وسقف حلق
رخو soft palate خلفي تتدلى منه زائدة إصبعية عضلية هي
اللهاة uvula تندفع بفعل منعكس نحو الخلف والأعلى أثناء
ابتلاع الطعام التغلق البلعوم الأنفي مما يمنع عودة بعض الطعام نحو التجاويف
الأنفية.
الشكل 19-3: أ) الفم مفتوحا ليبين التراكيب المساعدة في
تناول وهضم الطعام، ب) مقطع سهمي في الرأس مبينا اللسان والأسنان وتجويف الفم
والبلعوم وجزء من المريء.
يحتوي تجويف الفم (شكل 19 - 3) على التراكيب الآتية:
أ. اللسان The Tongue :
يتركب جسم اللسان من عضلات هيكلية داخلية تتقاطع
بالمستويات الثلاث. تمكن هذه العضلات اللسان من أن يطول أو يقصر ويرق أو يسمك. أما
العضلات الهيكلية الخارجية فتتصل باللسان من جانب المغرز insertion
وبعظام الجمجمة والفك السفلي والعظم اللامي من جانب الأصل origin
وأهم هذه العضلات ثلاث: ذقنية لسانية genioglossus وهي تسبب مد
اللسان أو خفضه، وبالتآزر مع العضلات الأخرى إرجاعه إلى الخلف، ولامية ذقنية hyoglossus
وتسبب خفض اللسان وسحب جوانبه للأسفل، وسهمية السانية styloglossus
وتسبب إرجاع اللسان ورفعه للأعلى. تؤدي حركات اللسان جميعها إلى تجميع الطعام
وإعادة وضعه بين الأسنان ليتم طحنه جيدا كما وتمزجه مع اللعاب وتشكل منه كتلة هي
اللغة bolus التي تضعها في نهاية الفم تمهيدا لبلعها.
يغطى سطح اللسان العلوي بنتؤات تبرز من سطحه تدعى حلمات
papillae،
ويمكن تمييز ثلاثة أشكال منها (أنظر شكل 11 - 13):|
1-
حلمات خيطية filiform
وهي أكثر الحلمات تواجدا وتترتب بأسطر متوازية وتعطي سطح اللسان خشونة تساعد في
الحس الأغذية نصف الصلبة وفي معالجة الأغذية في الفم، ولا يرتبط بها إلا القليل من
براعم التذوق،
2-
حلمات فطرية fungiform
وهي تشبه فطر المشروم وذات لون محمر ويرتبط بها بعض براعم التذوق،
3-
حلمات محوطة circumvallate:
عددها 10 - 12 حليمة تترتب بشكل حرف V عند بداية الثلث
الخلفي من اللسان وهي تحتوي براعم التذوق.
يكون الثلث الخلفي من اللسان ذا ملمس نتوئي بسبب وجود
العديد من اللوزات اللسانية lingual tonsils التي تستقر تحت
الطبقة المخاطية مباشرة (شکل 11 - 13 ).
ب. الغدد اللعابية Salivary glands
توجد ثلاثة أزواج من الغدد اللعابية الخارجية (واقعة
خارج تجويف الفم) والعديد من الغدد اللعابية الداخلية الصغيرة (شكل 19 - 4). أما
الغدد الخارجية فهي:
1-
غدتان نكفيتان parotid
glands وتقع كل منهما أمام الأذن وتمر قناتها لتفتح في باطن الخد بجانب
الطاحونة العليا الثانية ويغذيها فرع من العصب القحفي السابع. تؤدي إصابة هذه الغدة
بفيروس إلى مرض النكاف mumps الذي يحدث آلاما عند فتح الفم أو المضغ أو
البلع.
2-
غدتان تحت فكيتان
سفليتان submandibular وتقع كل منهما في الجانب الأوسط للفك السفلي
وتفتح قناتاهما في أرضية تجويف الفم.
3-
غدتان تحت
لسانيتان sublingual وهما صغيرتان وتقعان أمام الغدتين تحت
الفكيتين وتفتح قناتاهما في أرضية الفم.
تحتوي الغدد اللعابية على خلايا مائية serous
cells وأخرى مخاطية mucous cells وبينما تفرز
الأولى عصارة مائية محتوية على الأنزيمات والأيونات تفرز الثانية مادة مخاطية
لزجة. هناك تدرج في إفراز الغدد فالنكفية تفرز في الغالب عصارة مائية فقط وتحت
الفكية تفرز عصارة مائية ومخاطية بينما تفرز تحت اللسانية عصارة مخاطية في الغالب.
تفرز الغدد اللعابية يوميا حوالي 1500 مللتر من اللعاب
الذي يتكون من ماء (97 - 99 . 5 %) ومواد الكتروليتية مثل صوديوم وبوتاسيوم وكلور
وفوسفات وبيكربونات وأنزيم أميليز ولا يسوزايم ومخاط والجسم المضاد IgA
وبعض المواد المسرفة كبولينا وحامض بوليك وتتراوح درجة حموضته بين 6.75 -7، كما
وجد أن لعاب الإنسان، كلعاب كثير من الحيوانات، يحتوي على عوامل نموتساعد في شفاء
الجروح.
الشكل 19-4: رسم مجسم يبين مواقع الغدد اللعابية وأين
تفتح قنواتها في تجويف الفم.
يمكن إدراج الوظائف الآتية للعاب:
1-
تعقيم الفم بفعل
أنزيم لايسوزايم القاتل لبكتيريا الفم والمانع لتحلل الأغذيه بها، وبفعل الجسم
المضاد IgA.
2-
ترطيب الطعام
وتسهيل انزلاقه وذلك بفعل المخاط.
3-
إذابة المواد
الكيميائية الصلبة بالطعام من أجل تسهيل تذوق الطعام وذلك بفعل الماء.
4-
هضم بعض الطعام
وذلك بفعل أنزيم أميليز الهاضم للكربوهيدرات.
5-
المساعدة في
النطق. وسنناقش لاحقا كيفية السيطرة على إفراز اللعاب.
ج. الأسنان Teeth
تظهر الأسنان الأولى بعد حوالي ستة أشهر من العمر
ويستمر ظهورها بمعدل سنين كل شهر أو شهرين إضافيين، وما أن يبلغ الطفل عامين من
العمر حتى يكون قد اكتمل له ظهور 20 سنا هي أسنان الحليب milk teeth
أو الأسنان الأولية primary أو المتساقطة deciduous.
تبدأ الأسنان الدائمة permanent teeth بالظهور تحت
الأسنان الأولية مما يسبب تآكل جذورها وتساقطها واحدا تلو الآخر بين عمر 6 و 12
عاما.
يصل عدد الأسنان الدائمة إلى 32 سنة وهي تبدأ بالظهور
كما أشرنا في السادسة من العمر وتكتمل في سن 18 عاما ماعدا الزوج الأخير من
الطواحين المعروف بأسنان العقل wisdom teeth فهي تظهر بين 18
و 25 عاما وقد لا تظهر أحيانا إذ تبقى مغروسة تحت اللثة حيث تسبب الكثير من الضغط
على الأنسجة، والألم، الأمر الذي يستدعي إزالتها جراحيا.
تصنف الأسنان الدائمة إلى قواطعincisors
حادة تقوم بوظيفة القطع، وأنياب canines مدببة للتمزيق
والثقب، وقبل طواحن premolars تمتلك تاجا عريضا وقمما مستديرة بعض الشيء
وتقوم بوظيفة الهرس والطحن وطواحن molars يمتلك تاجها
أربع أو خمس شرفات وقمم وهي متكيفة تماما لوظيفة الطحن. يؤدي انقباض و انبساط
العضلات الإرادية الخاصة بالمضغ والتي تشمل العضلة الماضغة masseter = chewer
والصدغية temporalis ، والجناحيتان ( الجانبية والداخلية )medial
and lateral pterygoid والنمية buccinator
إلى رفع وخفض الفك السفلي المتحرك لكي يتم طحن الطعام جيدا بين الأسنان. يمثل عدد
الأسنان من كل صنف وترتيب مواقعها في الفم بمعادلة سنية dental formula
تكتب على هيئة کسر بسطه يمثل الأسنان في نصف الفك العلوي
ومقامه الأسنان في نصف الفك السفلي وبذا يكون عدد الأسنان هو ضعف مجموع البسط والمقام
وذلك على النحو الآتي:
يتركب السن من جزء ظاهر فوق اللثة يدعى تاج crown (شكل 19 - 5) وآخر منغرس في تجويف بعظم الفك يدعى جذر root وبينهما منطقة صغيرة متخصرة تدعي عنق neck. أما التاج فيتكون من طبقة من المينا enamel وهي شديدة الصلابة ومحتوية على كثير من أملاح كالسيوم. وحيث لا يمكن تجديد هذه الطبقة لأن الخلايا التي كونتها ماتت عند ظهور السن فوق اللثة لذا فإن تراكم البكتيريا عليها ومخلفات الطعام يسبب إنتاج أحماض أشهرها حامض لبنيك مما يؤدي إلى تأكلها تدريجيا ثم ثقبها ولا يفيد في هذه الحالة سوى ملؤها بحشوه من مادة اصطناعية.
يقع تحت طبقة المينا طبقة صلبة من العاج dentin تشكل معظم جسم السن وتترتب بشكل أنيبيبات تمتد بصورة شعاعية، وتدخل في
الأنيبيبات الزوائد المتطاولة للخلايا المولدة للسن أما الخلايا نفسها فتقبع في لب
السن الواقع نحو الداخل. ونظرا لوجود خلايا مولدة للسن فإن العاج يتكون بشكل مستمر
طيلة الحياة، كما يضاف بشكل سريع لحد ما للتعويض عن ما يفقد أثناء تلف السن.
يوجد إلى الداخل من العاج تجويف لب السن pulp
cavity الذي يضم أنسجة رخوة مثل النسيج الرابط والأوعية الدموية والأعصاب
التي تنقل إحساسات السن من حرارة وبرودة وألم. يمتد لب السن داخل منطقة الجذر
ليشكل قناة الجذر root canal وإذا ما التهبت الأنسجة الرخوة داخل اللب
وداخل قناة الجذر فإنه يصبح من الضروري إزالتها وتعقيم التجويف وحشوه بمادة خاملة
وتدعى هذه العملية معالجة قناة الجذر root canal therapy ويختصرها الكثير
من أطباء الأسنان باستخدام تعبير قناة الجذر فقط.
وفي منطقة الجذر يحيط بالعاج نسيج رابط متكلس يدعى
إسمنت (ملاط) cementum وهذا النسيج يربط جذر السن برباط حول سني periodontal
ligament يربط السن إلى تجويف بعظم الفك. يحيط بالسن بعد ذلك لثة gingiva
or gum وتكون إحاطة اللثة بتاج السن في الصغار محكمة ولكن مع تقدم العمر
تبدأ اللثة بالتراجع تدريجيا ويصبح اتصال اللثة مع الإسمنت فيبرز جزء أكبر من السن
فوق اللثة مما يعطي الانطباع بأن أسنان المتقدمين في العمر أطول منها لصغار السن.
يؤدي عدم تنظيف الأسنان جيدا إلى تخلف بقايا الطعام
عليها وإلى تراكم البكتيريا وتغذيتها على هذه المخلفات منتجة أحماضا عضوية تؤدي
إلى إذابة المواد المعدنية المكونة للمينا وللعاج مشكلة ثقوبا cavities،
كما تقوم أنزيمات البكتيريا بعد ذلك بهضم الألياف العضوية في مادة السن حتى تصل
إلى اللب. عند نقطة التقاء اللثة بالسن يمكن أن تتكلس البقع الناتجة عن تراكم
البكتيريا ومخلفات الطعام مشكلة ترتار tartar الذي يؤدي إلى
التهاب اللثة gingivitis والذي إن لم يعالج فسيؤدي إلى مرض ما حول
الأسنان periodontal disease للحد من مرض الأسنان
ينصح بالإقلال من تناول السكريات وتنظيف الأسنان بالمعجون والفرشاة بشكل مستمر
ومتكرر وباستخدام معاجين الأسنان المحتوية على فلور القاتل للبكتيريا وإضافة فلور
إلى مياه الشرب.
الفصل التاسع عشر:
·
تركيب
و وظائف أجزاء القناة الهضمية
·
البلعوم
·
المريء
·
المعده
·
التراكيب
الملحقه بالقناة الهضمية
·
السيطره
على إفرازات القناة الهضميه
·
السيطره
على إفرازات الغدد اللعابية
·
السيطرة
على حركات القناة الهضمية
·
الهضم
·
الإمتصاص
·
إمتصاص نواتج هضم
الكربوهيدرات
·
إمتصاص الماء و الأملاح
المعدنيه
المصادر
- التشريح الوظيفي وعلم وظائف الأعضاء ، الدكتور شتيوي العبدالله (2012) ، دار المسيرة عمان – الأردن.
- Prosser, C. Ladd (1991). Comparative Animal Physiology, Environmental and Metabolic Animal Physiology (4th ed.). Hoboken, NJ: Wiley-Liss. pp. 1–12. ISBN 978-0-471-85767-9.
- Hall, John (2011). Guyton and Hall textbook of medical physiology (12th ed.). Philadelphia, Pa.: Saunders/Elsevier. p. 3. ISBN 978-1-4160-4574-8.
- Widmaier, Eric P.; Raff, Hershel; Strang, Kevin T. (2016). Vander's Human Physiology Mechanisms of Body Function. New York, NY: McGraw-Hill Education. pp. 14–15. ISBN 978-1-259-29409-9.
- R. M. Brain. The Pulse of Modernism: Physiological Aesthetics in Fin-de-Siècle Europe. Seattle: University of Washington Press, 2015. 384 pp., [1].
- Rampling, M. W. (2016). "The history of the theory of the circulation of the blood". Clinical Hemorheology and Microcirculation. 64 (4): 541–549. doi:10.3233/CH-168031. ISSN 1875-8622. PMID 27791994. S2CID 3304540.
- Bernard, Claude (1865). An Introduction to the Study of Ex- perimental Medicine. New York: Dover Publications (published 1957).
- Bernard, Claude (1878). Lectures on the Phenomena of Life Common to Animals and Plants. Springfield: Thomas (published 1974).
- Brown Theodore M.; Fee Elizabeth (October 2002). "Walter Bradford Cannon: Pioneer Physiologist of Human Emotions". American Journal of Public Health. 92 (10): 1594–1595. doi:10.2105/ajph.92.10.1594. PMC 1447286.
- Heilbron, J. L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science, Oxford University Press, p. 649, link.
- Feder, ME; Bennett, AF; WW, Burggren; Huey, RB (1987). New directions in ecological physiology. New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-34938-3.
- Garland, Jr, Theodore; Carter, P. A. (1994). "Evolutionary physiology" (PDF). Annual Review of Physiology. 56 (1): 579–621. doi:10.1146/annurev.ph.56.030194.003051. PMID 8010752.
Comments
Post a Comment