الرئتان Lungs
تزن الرئتان معا حوالي كيلو غراما واحدة، وتكون الرئة
(شكل 18 - 11) مخروطية الشكل تقريبا إذ أن لها قمة تصل حتى عظم الترقوة في الأعلى
وقاعدة واسعة مقعرة قليلا تستقر فوق الحجاب الحاجز. تكون الرئة اليسرى أصغر حجما
من اليمنى ربما بسبب ميل القلب نحو الجانب الأيسر كما يظهر على جانبها القريب من
الخط المنصف للجسم تقعر خفيف يدعى انطباع القلب cardiac
impression. تقسم الرئة اليمنى إلى ثلاث فصوص بينما تقسم اليسرى إلى فصين
بواسطة أخاديد fissures وتقسم الفصوص إلى قطع segments
تنفصل عن بعضها بنسيج ضام وتستقل كل قطعة بتغذيتها الدموية (شريان ووريد ) وبفرع
قصبي بحيث أن إزالة إحدى القطع جراحية، إذا ما أصيبت، لا يؤثر على التغذية الدموية
للقطع الأخرى.
الشكل 18-11: المظهر الخارجي للرئتين. لاحظ تقسيم الرئة
إلى فصوص والى فصيصات ذات شكل سداسي تقريبا.
تحتوي كل رئة على عشر من هذه القطع التي تترتب في
الرئتين بشكل متماثل تقريبا، وتقسم كل قطعة بدورها إلى فصيصات lobules
تبدو معالمها السداسية الشكل واضحة للعيان بالنظر إلى الرئة من الخارج، حيث تبلغ
الواحدة منها حجم قطعة النقود الصغيرة، وتستقل كل واحدة من هذه الفصيصات بقصيبة
واسعة واحدة وكامل فروعها.
يدخل إلى كل رئة عن طريق السرة فرع من الشريان الرئوي pulmonary
artery (شكل 18 - 9) ينقل دما غير محمل بأكسجين. يسير الشريان محاذية
للقصبة الابتدائية ويتفرع إلى أفرع عديدة تجري محاذية التفرعات القصبات والقصيبات
إلى أن تشكل الأفرع الدقيقة في النهاية شبكة من الشعيرات الدموية الرئوية التي
تحيط بالحويصلات. بعد حدوث التبادل الغازي يغادر الدم منطقة الحويصلات ليشكل
وريدات فأوردة رئوية pulmonary veins تمر الحواجز بين
القطع وتتجمع معا لتخرج من منطقة السرة معطية أربعة أوردة رئوية تنقل دما
محم" بأكسجين إلى الأذين الأيسر.
يغذي نسيج الرئة بالدم عن طريق شرايين قصبية bronchial
arteries تتفرع من الأبهر مباشرة وتدخل الرئة عند السرة فتسير محاذية
للقصبات وتفرعاتها، أما الدم الوريدي فيخرج في أوردة قصبية bronchial veins
تلتئم مع النظام الفردي azygos system الذي يصب في
الوريد الأجوف العلوي، لكن معظم الدم الوريدي من الرئة يصب في الأوردة الرئوية.
تجدر الإشارة هنا إلى ميزتين للدورة الدموية الرئوية:
الأولى أن الأوعية الرئوية لا تشكل مقاومة كبيرة لمرور الدم بسبب قصرها وسعة
أوعيتها ولذا فإن نقل الدم لا يتطلب ضغطا كبيرا لعبور هذه الدورة، والثانية أن
الدم الرئوي قليل الأكسجين يسبب تضيقا في الأوعية الدموية الرئوية يدعي تضيق رئوي
بسبب نقص الأكسجين hypoxic pulmonary vasoconstriction
وذلك بعكس الدم قليل الأكسجين الذي يسبب توسعا في أوعية الدورة الجهازية.
يصل كذلك إلى الرئة أعصاب ودية وأخرى نظير ودية حسية
وحركية تدخل عن طريق السرة على هيئة ضفيرة رئوية تتفرع إلى أفرع تغذي الشجرة
القصبية والأوعية الدموية. تسبب الأعصاب الودية توسعا في فروع الشجرة القصبية
بينما تسبب الأعصاب نظير الودية انقباضا وتضيقا.
بالإضافة إلى الأوعية الدموية والأعصاب وفروع الشجرة
القصبية والحويصلات فإن الرئة تضم كذلك أليافا مرنة تقلل من الشغل المبذول للتنفس
وتشكل هذه الألياف ما يدعى سيدى الرئة stroma.
الشكل 18-12: علاقة الضغط والحجم للرئة وللتجويف الجنبي
أثناء أ) الشهيق، ب) الزفير.
أغشية الجنب (الأغشية البلورية) Pleura
غشاء الجب هو طبقة رقيقة مصلية، فغشاء الجنب الجداري parietal
pleura يبطن جدار الصدر من الداخل والحجاب الحاجز من الأعلى ويحيط
بالمنصف mediastinum الذي يضم القلب و الغدة الزعترية والمريء
والرغامي والقصبتين الابتدائيتين حتى منطقة السرة. أما غشاء الجنب الحشوي visceral
pleura فيمتد من منطقة السرة ليحيط بكل رئة إحاطة كاملة كما ينغمس في
أخاديدها (شكل 18 - 12). نلاحظ هنا أن تجويف الصدر منقسم بفعل غشاء الجنب إلى
ثلاثة تجاويف: الأوسط ويدعى المنصف ويضم القلب والتراكيب الأخرى المشار لها أعلاه،
والتجويفان الجانبيان ويضم كل منهما رئة.
يدعى الحيز القليل الواقع بين غشاء الجنب الحشوي و
الجداري تجويف جنبي pleural cavity وهو يضم كمية
قليلة من سائل مصلي يدعى سائل الجنب pleural fluid تفرزه أغشية
الجنب وهو يسبب انزلاق الرئة المتحركة على ما يحيط بها من جدران أثناء التنفس بأقل
احتكاك ممكن. فإذا حدث أن نقص إفراز هذا السائل فإن أغشية الجنب تصبح جافة وخشنة
وتحدث احتكاكا يسبب ألم شديدا مع كل عملية تنفس، كما يحدث ألم أقل حدة عند زيادة
إفراز سائل الجنب بسبب زيادة ضغطه.
ثمة وظيفة أخرى لأغشية الجنيب، عدا إفراز سائل الجنب،
هي أنها تمنع احتكاك القلب المتحرك دوما بالرئتين المتحركتين فلا تتدخل حركة
أحدهما بالآخر، كما يمنع انتشار العدوى من أحدهما إلى الأخر. أما الوظيفة الثالثة
لغشاء الجنب فهي أن الغشائين الجداري والحشوي يلتصقان ببعضهما بسبب التوتر السطحي
لسائل الجنب فتبقى الرئة ملتصقة بجدار الصدر تماما كما تلتصق شريحتان زجاجيتان
بينهما ماء ببعضهما. فحينما يتسع تجويف الصدر ويذهب جداره بعيدا عن الرئة تسبب قوة
التوتر السطحي الناشئة عن سائل الجنب سحب الرئة المطاطية باتجاه الخارج مما يسهل
ملؤها بالهواء ويقلل الشغل المبذول في عملية التنفس.
الفصل الثامن عشر:
·
الجهاز
التنفسي التطور الجنيني
·
التركيب
الوظيفي للجهاز التنفسي
·
الرئتان
·
أغشية الجنب ( الأغشية
البلورية)
·
الضغط داخل تجويف الصدر
(الضغط داخل التجويف الجنبي)
·
أثر الضغط داخل تجويف الصدر
على الضغط داخل الرئتين
·
التوتر
السطحي والمواد الفعالة سطحيا
·
الشغل المبذول في عملية
التنفس
·
الحجوم التنفسية واختبارات
وظيفة الرئة
·
قوانين الغازات وأثرها في
التبادل الغازي
·
التبادل الغازي في الحويصلات
( التنفس الخارجي)
·
التبادل الغازي في أنسجة
الجسم ( التنفس الداخلي)
·
الموائمة بين التهوية
والتروية الدموية
·
اتحاد هيموجلوبين وأكسجين
وانفصالهما
·
منحنى تحلل أكسجين –
هيموجلوبين
·
أثر
PO2 على درجة تشبع هيموجلوبين
·
أثر درجة الحرارة، PCO2، تركيز H+،
تركيز DPG على تشبع هيموجلوبين
·
المراكز التنفسية في النخاع
المستطيل
·
الوظائف غير التنفسية
للرئتين
المصادر
- التشريح الوظيفي وعلم وظائف الأعضاء ، الدكتور شتيوي العبدالله (2012) ، دار المسيرة عمان – الأردن.
- Prosser, C. Ladd (1991). Comparative Animal Physiology, Environmental and Metabolic Animal Physiology (4th ed.). Hoboken, NJ: Wiley-Liss. pp. 1–12. ISBN 978-0-471-85767-9.
- Hall, John (2011). Guyton and Hall textbook of medical physiology (12th ed.). Philadelphia, Pa.: Saunders/Elsevier. p. 3. ISBN 978-1-4160-4574-8.
- Widmaier, Eric P.; Raff, Hershel; Strang, Kevin T. (2016). Vander's Human Physiology Mechanisms of Body Function. New York, NY: McGraw-Hill Education. pp. 14–15. ISBN 978-1-259-29409-9.
- R. M. Brain. The Pulse of Modernism: Physiological Aesthetics in Fin-de-Siècle Europe. Seattle: University of Washington Press, 2015. 384 pp., [1].
- Rampling, M. W. (2016). "The history of the theory of the circulation of the blood". Clinical Hemorheology and Microcirculation. 64 (4): 541–549. doi:10.3233/CH-168031. ISSN 1875-8622. PMID 27791994. S2CID 3304540.
- Bernard, Claude (1865). An Introduction to the Study of Ex- perimental Medicine. New York: Dover Publications (published 1957).
- Bernard, Claude (1878). Lectures on the Phenomena of Life Common to Animals and Plants. Springfield: Thomas (published 1974).
- Brown Theodore M.; Fee Elizabeth (October 2002). "Walter Bradford Cannon: Pioneer Physiologist of Human Emotions". American Journal of Public Health. 92 (10): 1594–1595. doi:10.2105/ajph.92.10.1594. PMC 1447286.
- Heilbron, J. L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science, Oxford University Press, p. 649, link.
- Feder, ME; Bennett, AF; WW, Burggren; Huey, RB (1987). New directions in ecological physiology. New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-34938-3.
- Garland, Jr, Theodore; Carter, P. A. (1994). "Evolutionary physiology" (PDF). Annual Review of Physiology. 56 (1): 579–621. doi:10.1146/annurev.ph.56.030194.003051. PMID 8010752.
Comments
Post a Comment