مجموعات الدم Blood Groups
يوجد في دم الإنسان العديد من مجموعات الدم، لكن
المجموعات الرئيسية منها هي A
، B ، AB ،
O
. يعتمد نظام التصنيف هذا، الذي يدعى نظام ABO system ABO،
على وجود بروتينات سكرية تدعى مولدات الضد antigens على السطح
الخارجي للغشاء البلازمي لخلايا الدم الحمراء فوجود مولد الضد A
على الخلايا يجعل الدم من فصيلة A ووجود مولد الضد
B
يجعل الدم من فصيلة B ووجود مولدي الضد A،
B
معا يجعل الدم من فصيلة AB وغياب مولدي الضد A ، B يجعل الدم من فصيلة 0. يصاحب وجود مولدات
الضد وجود أجسام مضادة antibodies و البلازما من نوعين هما: anti - A
وهي أجسام مضادة لمولد الضد A وقادرة على
الارتباط به، anti - B وهي أجسام مضادة لمولد الضد B.
الشكل 15-14: أنواع مولدات الضد والأجسام المضادة في
فصائل الدم حسب نظام ABO وتوضيح لكيفية
حصول التخثر عند نقل الدم بطريقة خاطئة.
لا يحتوي دم
الجنين حين الولادة أجساما مضادة لكنها تظهر في غضون شهرين من الولادة وتتزايد
لتصل أوجها في عمر8 - 10 سنوات ربما بعد التعرض لمولدات الضد لدى البكتيريا التي
يتعرض لها الطفل طبيعيا. ويبين شكل 15 - 14 أن الدم من فصيلة A
لا يحتوي الأجسام المضادة من نوع anti- A
والحكمة في ذلك واضحة إذ أن وجود الجسم المضاد anti-
A
ومولد الضد A معا يسبب ارتباطهما، وحيث أن الجسم المضاد
الواحد قادر على الارتباط بأكثر من مولد ضد من النوع نفسه، وبالتالي بأكثر من خلية
دم حمراء لذا فهو يسبب تجمع الخلايا الحمراء على هيئة كتل صغيرة أو كبيرة ويتم ذلك
في تفاعل يدعى التخثر أو الترسب agglutination وهو يختلف عن
تفاعل التخثر السابق شرحه والمعتمد على تكوين فايبرين، وحيث أن هذه الكتل من
الخلايا يمكن أن تدخل في أوعية دموية ضيقة القطر فإنها قد تسدها وتسبب فشل الأعضاء
التي يحدث فيها مثل هذا الانسداد وبالنهاية يكون الترسب قاتلا.
بشكل مبدأ تفاعل الجسم المضاد مع مولد الضد الأساس الذي
يحكم عملية نقل الدم blood transfusion من شخص لآخر.
فعند نقل الدم بين معط من فصيلة B ومستقبل من
فصيلة A فإن تفاعلين يحدثان في دم المستقبل: الأول بين الأجسام المضادة anti - B
الموجودة في بلازما المستقبل ومولدات الضد B على خلايا الدم
المنقول (دم المعطي) وهو تفاعل تخثر رئيسي major agglutination،
والثاني بين الأجسام المضادة anti- A
الموجودة في بلازما الدم المنقول (دم المعطي) ومولدات الضد A
على خلايا دم المستقبل وهذا يشكل تفاعل تخثر قليل الأهمية minor
agglutination نظرا لأن بلازما المعطي تخفف بسرعة كبيرة في دم المستقبل الأكبر
حجما ولذا فإن هذا التفاعل لا يعار اهتماما كبيرا بل يجري التركيز على التفاعل بين
الأجسام المضادة للمستقبل ومولدات الضد للمعطي.
من ناحية تطبيقية، فإن تفاعل التخثر الرئيسي يجرى
تجريبية عند عمليات نقل الدم بين شخصين لتحديد درجة الموائمة بين الدمين. في
البداية، يتم تحديد نوع دم المعطي (شكل 15 - 15 ) وذلك بأن تضاف قطرتان منه إلى
شريحة زجاجية عليها قطرتان من الأجسام المضادة anti-
A
، anti - B فإذا حدث تفاعل ترسب مع القطرة الأولى
المحتوية على anti- A فقط فإن الدم
ينتمي لفصيلة A وإذا حدث تفاعل مع القطرة الثانية فقط فإن
الدم ينتمي لفصيلة B، أما إذا حدث تفاعل مع القطرتين فإن الدم
ينتمي لفصيلة AB وإذا لم يحدث تفاعل إطلاقا فإن الدم ينتمي
لفصيلة ) الذي يعد معط عام universal donor بينما يعد دم AB
مستقبل عام universal recipient. في خطوة لاحقة يجري فحص الموائمة التقاطعي
-cross matching إذ تؤخذ قطرة من مصل المستقبل وتمزج على
شريحة زجاجية مع خلايا دم المعطي ويراقب المزيج لحدوث تخثر أو حدوث تحلل دموي hemolysis،
كما تمزج خلايا المستقبل مع مصل المعطي ويراقب حدوث التخثر أو التحلل. يعتبر فحص
الموائمة التقاطعي ضرورية ولا يمكن تجاوزه إلا في الحالات الطارئة جدا، لأن هناك
عدد كبير من مولدات الضد قد توجد على خلايا الدم الحمراء إضافة إلى تلك المكونة
لنظام ABO.
تحمل خلايا الدم الحمراء كذلك مولدات ضد ذات أهمية طبية
تدعى العامل الريزيسي Rhesus factor الذي يطلق عليه
أيضا مولد الضد D. فالأشخاص الذين تحمل خلاياهم الحمراء هذا
البروتين يسمون موجبي العامل الريزيسي " Rh positive Rhوهم
يشكلون نسبة كبيرة من بني البشر (85 % ) بينما الذين لا يملكون مولد الضد D
يسمون سالبي العامل الريزيسي Rh negative ( Rh).
يشكل نظام وراثة العامل الريزيسي مشكلة طبية أحيانا،
فعندما يتزوج رجل موجب العامل الريزيسي من امرأة سالبة العامل الريزيسي يكون
الأطفال موجبي العامل الريزيسي لكون الجين المسؤول عن إنتاج هذا العامل سائدا.
تسبب خلايا الدم الحمراء للوليد الأول إذا ما تسرب بعضها إلى دم الأم أثناء
الولادة حث نظام المناعة للأم على تكوين أجسام مضادة لمولد الضد D
وذلك لأن جهاز المناعة للأم يعتبرها مولدات ضد غريبة عن جسمها إذ أنها لا تحوي
مولد الضد هذا أصلا. وبينما ينجو الوليد الأول بنفسه إلا أن هذه الأجسام المضادة
تتكاثر وتغزو دم الوليد الثاني ومن يليه من ولادات، فتسبب تحللا دمويا وفقر دم قد
يكون قاتلا للجنين وهو في الرحم ويدعى المرض الناتج في هذه الحالة التحلل الدموي
للمواليد الجدد hemolytic disease of the newborn .
الشكل 15-15: توضيح لكيفية حدوث التخثر عند نقل الدم
بصورة خاطئة.
يمكن معالجة هذه الحالة بإعطاء الأم مص مضادة لخلايا الدم
الحمراء الموجبة العامل الريزيسي خلال اثنين وسبعين ساعة من ولادتها الطفل موجب
العامل الريزيسي، مما يمنع حث دمها على إنتاج أجسام مضادة.
الفصل الخامس عشر:
·
بروتينات
البلازما: أنواعها ووظائفها
·
مراحل
تكوين خلايا الدم الحمراء
·
متطلبات بناء الخلايا
الدموية الحمراء
·
تنظيم إنتاج الخلايا الدموية
الحمراء
·
معدل ترسب الخلايا الدموية
الحمراء
·
وظائف الخلايا الدموية
البيضاء
·
أنواع خلايا الدم البيضاء
وأعدادها
المصادر
- التشريح الوظيفي وعلم وظائف الأعضاء ، الدكتور شتيوي العبدالله (2012) ، دار المسيرة عمان – الأردن.
- Prosser, C. Ladd (1991). Comparative Animal Physiology, Environmental and Metabolic Animal Physiology (4th ed.). Hoboken, NJ: Wiley-Liss. pp. 1–12. ISBN 978-0-471-85767-9.
- Hall, John (2011). Guyton and Hall textbook of medical physiology (12th ed.). Philadelphia, Pa.: Saunders/Elsevier. p. 3. ISBN 978-1-4160-4574-8.
- Widmaier, Eric P.; Raff, Hershel; Strang, Kevin T. (2016). Vander's Human Physiology Mechanisms of Body Function. New York, NY: McGraw-Hill Education. pp. 14–15. ISBN 978-1-259-29409-9.
- R. M. Brain. The Pulse of Modernism: Physiological Aesthetics in Fin-de-Siècle Europe. Seattle: University of Washington Press, 2015. 384 pp., [1].
- Rampling, M. W. (2016). "The history of the theory of the circulation of the blood". Clinical Hemorheology and Microcirculation. 64 (4): 541–549. doi:10.3233/CH-168031. ISSN 1875-8622. PMID 27791994. S2CID 3304540.
- Bernard, Claude (1865). An Introduction to the Study of Ex- perimental Medicine. New York: Dover Publications (published 1957).
- Bernard, Claude (1878). Lectures on the Phenomena of Life Common to Animals and Plants. Springfield: Thomas (published 1974).
- Brown Theodore M.; Fee Elizabeth (October 2002). "Walter Bradford Cannon: Pioneer Physiologist of Human Emotions". American Journal of Public Health. 92 (10): 1594–1595. doi:10.2105/ajph.92.10.1594. PMC 1447286.
- Heilbron, J. L. (2003). The Oxford Companion to the History of Modern Science, Oxford University Press, p. 649, link.
- Feder, ME; Bennett, AF; WW, Burggren; Huey, RB (1987). New directions in ecological physiology. New York: Cambridge University Press. ISBN 978-0-521-34938-3.
- Garland, Jr, Theodore; Carter, P. A. (1994). "Evolutionary physiology" (PDF). Annual Review of Physiology. 56 (1): 579–621. doi:10.1146/annurev.ph.56.030194.003051. PMID 8010752.
Comments
Post a Comment