الكيمياء
العضوية
القسم
الأول :
2- النظرية البنيوية
The
structural theory
في هذه الأيام جعلتني الكيمياء العضوية أفقد عقلي، فهي تبدو لي مثل غابة استوائية
بدائية، مليئة بالأشياء الرائعة ، أدغال مخيفة لا متناهية، لا يجرؤ المرء على الدخول
إليها لأنه لا يبدو هناك سبيل للخروج منها» - فريدريش فوهلر،1835
كيف يمكن لنا أن نبدأ بدراسة موضوع بهذه الغاية من التعقيد؟ هل الكيمياء العضوية
اليوم كما رآها فوهلر Wohler منذ قرن ونصف مضت
الغابة ما زالت هناك - معظمها غير مكتشف . وما زال فيها أشياء مميزة أكثر مما حلم فوهلر
Wohler. ولكن، طالما لا نسرح بعيدة ولا سريعا فإننا نستطيع الولوج
دون مخافة أن تضل السبيل، لإننا تملك الخارطة النظرية البنيوية.
إن النظرية البنيوية هي القاعدة التي جمعت عليها ملايين الحقائق حول مئات آلاف
المركبات وتبت بشكل منظم إنها الأساس الذي يمكن أن نستخلص منه تلك الحقائق وتفهم قالنظرية البنيوية هي إطار
من الأفكار حول كيفية توضع الذرات مع بعضها البعض لتشكيل الجزيئات. إنها تعنی بكيفية
ترابط الذرات مع بعضها البعض، وكذلك بالالكترونات التي تربطها. إنها تعنى بأشكال وحجوم
الجزيئات المشكلة من هذه الذرات، والطريقة التي تتوزع وفقها الالكترونات الرابطة حولها.
يمثل، غائبة، الجزيء بشكل أو صورة، وأحيانا بعدة أشكال أو نماذج، تمثل النوى
الذرية بأحرف أو كرات بلاستيكية، وتمثل الالكترونات التي تربطها بخطوط أو نقاط أو مسامير
بلاستيكية.
تفيدنا هذه الصور والنماذج البدائية ، فقط، إذا أدركنا ما توحي إليه، توضح
لنا، في إطار النظرية البنيوية، الكثير عن المركب الذي تمثل جزيئته، وكيف السبيل إلى
صنعه وصفاته الفيزيائية المتوقعة مثل تقطة الانصهار، نقطة الغليان والوزن النوعي ونوع
المحلات التي يذوب بها، حتى فيما إذا كان ملونة أم لا؛ وما سلو که الكيميائي المتوقع
– نوع الكواشف التي يتفاعل معها المرکب ونوع المنتجات المتشكلة وفيما إذا كان يتفاعل
بسرعة أم بطء. نستطيع معرفة كل ذلك حول مرکب لم نعهده من قبل، فقط استنادا إلى الصيغة
البنيوية ومن فهمنا لما تعنيه تلك الصيغة.
Comments
Post a Comment