الروابط (الأواصر) الكيمياوية:
إنَّ الخواص الفيزيائية والكيميائية للمركبات ترتكز على نوعية الأواصر الموجودة فيها بالإضافة إلى نوعية العناصر المكونة لها. يمكن تواجد عدة أنواع من الأواصر في نفس المركب مما يقتضي بعض التعقيد على موضوع الآصرة الكيميائية.
فيمكن تقسيم الأواصر الكيمياوية إلى قسمين:
(1) الأواصر ذات الطاقة الكبيرة والتي تتكون بين الذرات داخل الجزيئة الواحدة وهي بدورها تنقسم إلى ثلاثة أنواع:-
أ- الآصرة الأيونية:- كالآصرة التي توجد في المركبات البلورية (CsF, NaCl)؛ حيث ينتقل الكترون واحد أو أكثر من الطبقة الخارجية لعنصر معين إلى الطبقة الخارجية لعنصر آخر وبذلك نحصل على ايون موجب للعنصر الأول (الواهب) وعلى ايون سالب للعنصر الثاني (المستقبل)، وتصبح لكل من الايونين طبقة إلكترونية خارجية مشبعة بالإلكترونات وينشأ بذلك تجاذب كهربائي بين الأيون الموجب والأيون السالب يسمى آصرة.
ب- الآصرة التساهمية:- وهي موجودة في المركبات العضوية وكثير من المركبات اللاعضوية؛ حيث ترتبط ذرتا العنصرين مع بعضهما وتنتج آصرة مكونة من زوج من الإلكترونات ساهمت فيه كل ذرة بإلكترون واحد، وهذا الزوج من الإلكترونات لا تختص به ذرة دون أخرى بل يعود إلى الجزئ ككل؛ ويرمز لهذه الآصرة بخط مستقيم.
وعلى هذا الأساس فإنَّ المبدأ في تشكيل الأصرة التساهمية هو عملية ازدواج الإلكترونات المفردة الموجودة في الطبقة الخارجية (أو التي تحتها) بغض النظر عن العدد،
ويمكن ملاحظة ما يلي:
1- يمكن لعنصرين تكوين أكثر من اصرة تساهمية بينهما باستعمال أكثر من زوج من الإلكترونات، ففي حالة استعمال زوجين نحصل على آصرة ثنائية، وفي حالة استعمال ثلاثة أزواج تتكون الآصرة الثلاثية.
2- في حالة تكوين آصرة تساهمية بين ذرتين مختلفتين في الكهروسالبية (مثل هيدروجين وكلور)، يميل الزوج الإلكتروني الرابط نحو الذرة التي لها كهروسالبية أكبر وينتج عن ذلك مركبات قطبية.
جـ- الآصرة (التعاضدية أو التناسقية):- يحدث في بعض الأحيان أنَّ إحدى الذرتين تساهم بإلكترونين لتكوين الآصرة التي هي مشابهة تماما للآصرة التساهمية العادية؛ لكن يستوجب هنا أن تكون إحدى الذرات مانحة لزوج إلكتروني والأخرى مستقبلة لهذا الزوج، ويرمز لهذه الآصرة بسهم متجهاً من العنصر المانح إلى العنصر المستقبل في المركب.
د- الآصرة المعدنية:- وهي موجودة في المعادن والتي يتولد عنها التناسق الحاصل في هذا النوع من العناصر؛ حيث تتميز المعادن عن غيرها من العناصر الكيميائية لعدة خواص مثل نقل الحرارة وتوصيل الكهرباء...الخ، وتفسر هذه الخواص بوجود إلكترونات حرة التنقل بين ذرات المعدن يمكن اعتبارها غير منتمية إلى ذرة معينة بل هي تلعب دور عامل التحام بين ذرات المعدن وتكوِّن آصرة تدعى (المعدنية).
(2) الأواصر ذات الطاقة الضعيفة وتتكون ما بين الجزيئات وهي بدورها تنقسم إلى نوعان:-
أ- الآصرة الهيدروجينية:- الناتجة عن وجود جسور هيدروجين؛ فعندما يتحد الهيدروجين مع عنصر لا معدني شديد الكهروسالبية (Cl, F, O, N) تنتج آصرة تساهمية متميزة بقطبية عالية يميل فيها الزوج الإلكتروني إلى العنصر الكهروسالبي، مما يجعل ذرة (H) أقرب إلى أن تكون بروتوناً قادراً على جذب الطرف السالب لأحد الجزيئات المجاورة له، الأمر الذي يؤدي إلى تكوين ما يسمى بالآصرة (الهيدروجينية).
ب- آصرة فاندر فالس (Van der Vaals):- حيث هنالك نوع آخر من الأواصر الضعيفة جدا بالطاقة بحدود (5) كيلوجول/مول أو أقل والتي تؤثر ايضاً في صفات المادة، تعرف بأواصر فان در فالز.
مخطط يوضح الطاقة الكيميائية المختزنة في المادة
شاهد ايضا :
Comments
Post a Comment